An Unbiased View of العولمة والهوية الثقافية



أعقبت الحرب العالمية الثانية تغيُّرات جذرية في العالم. وما زالت عجلة التغيير في حراك متسارع، برز معه, وبشكل واضح وفعّال, الدور الكبير الذي تلعبه الثقافة في تعزيز الاستراتيجيات الدوليّة التي تهدف إلى توسيع نطاق الخطط الاستثمارية والصناعية، إلى جانب تشييد الهويّة الدوليّة الخاصة التي تتشكّل في الأذهان بفضل التفوّق العالمي في الإنتاج الصناعي أو الثقافي.

"الإسطوغرافيا": رهاب الخارج ونظرية المؤامرة في السياسة الخارجية لإيران

درس ملف: العولمة والهوية الثقافية – مادة الجغرافيا – الثانية باكالوريا آداب

وهناك من يدعو إلى العولمة والأخذ بها، وفريق آخر يحذر من خطرها على هويتنا وثقافتنا والبعد عنها، والرفض المطلق للعولمة لن يُمكِّن الدول والمجتمعات من تجنب مخاطرها، كما أن القبول المطلق لها لن يمكنها من الاستفادة التامة منها.

التأثير الخلقي: انتشار مظاهر العنف والإباحية في وسائل الإعلام والسينما والقنوات الفضائية وعلى شبكة الإنترنت، مما تسبب في تدهور القيم في بعض المجتمعات التي لا تزال تحتفظ بقيم العفة والحشمة.

يعرف عالما الاجتماع مارتين ألبرو وإليزابيث كينغ العولمة بأنها «كل تلك العمليات التي يندمج بواسطتها الناس في العالم في مجتمع عالمي وحيد». في عواقب الحداثة، كتب أنثوني غيدنز: «يمكن للعولمة بالتالي أن تعرف بأنها تكثيف العلاقات الاجتماعية العالمية التي تربط المجتمعات المحلية المتباعدة بطريقة تتشكل فيها المجريات المحلية بالأحداث التي تحدث على بعد الكثير من الأميال وبالعكس».

إعطاء كل الأهمية والأولوية للإعلام لإحداث التغييرات المطلوبة على الصعيد المحلي والعالمي، باعتبار أن “الجيوبوليتيك”، أو السياسة منظورا إليها من زاوية الجغرافيا، وبالتالي الهيمنة العالمية، أصبحت تعني اليوم مراقبة “السلطة اللامادية”، سلطة تكنولوجية الإعلام التي ترسم اليوم الحدود في “الفضاء السيبرنيتي”: حدود المجال الاقتصادي السياسي التي ترسمها وسائل الاتصال الإلكترونية المتطورة.

الهوية الفردية: داخل القبيلة أو الطائفة أو الحزب ...، تدافع عن الاستقلالية والتميز الفردي.

المقصود هنا هو جعل الشيء عالميّ الانتشار من ناحية المدى والتطبيق؛ حتى يكون مفهوماً ومناسباً ومتناولاً للجميع، وتكون العولمة في المرتبة الأولى اقتصاديةً، ثم سياسيةً، وتتبعها بعد ذلك في النواحي الاجتماعيةِ، والثقافية، كما تمتدّ العولمة من ناحيةٍ أخرى لتكون عمليةً تحكميةً تتضمن وضع مجموعةٍ من القوانين والحواجز التي تربط الدول مع بعضها البعض.[٢]

كما أن الحفاظ على الثقافة الوطنية لا يعني إقصاء ثقافة الآخر؛ لأننا نحتاج إلى أن نفهم الآخر، ونتعرّف عليه؛ حتى يتسنى لنا تحقيق التبادل الثقافي على أكمل وجه، وإزالة أي فهم أو انطباع خاطئ ناتج من الجهل بالاختلافات الثقافية بين الشعوب. وبذلك تحمي الدول هويتها من التأثير السلبي للخمول الثقافي في نظام العولمة النشط.

وهناك وسائل عديدة لمواجهة خطر العولمة في المجالات المتعددة: 

بعد التغييرات الجوهرية التي طرأت على الحياة المعاصرة، وحلول عصر العولمة الذي نعيش تفاصيله وتطوراته يومًا بعد يوم، أصبحنا كلنا أفرادا نتقاسم هذا العالم كمجتمع واحد يواجه المخاطر ذاتها ويتشارك مختلف السمات على الرغم من جميع الاختلافات في الهويات والثقافات والتجارب، ومع تزايد الاهتمام في الأيام الأخيرة بموضوع الهوية لوطن أو مجتمع ما ومع تكثيف النقاشات والأطروحات المهتمة بالموضوع بجوانبه المختلفة، فإنه ما زال مفهومًا فضفاضًا صَعُبَ تحديده، ولكن تم تقسيمه إلى مفاهيم فرعية كالهوية الشخصية أو الفردية، والهوية الاجتماعية والثقافية، والهوية الجماعية، واختص اهتمام الهوية الجماعية بهوية القوميات والأقليات الثقافية، الدينية أو الإثنية، وذلك حسب تعريف معجم العلوم الإنسانية لجان فرنسوا تعرّف على المزيد دورتيه، فباعتبار أن الهوية ما هي إلا مجموعة الأوصاف والسمات الخاصة بالموصوف، أو في رؤية أخرى تصبح مجموعة الصور والسمات العامة التي يطلقها الآخر، وقد عرفتها الكاتبة منى الدسوقي على أنها ببساطة "من نحن؟ على المستوى الجماعي، ومن أنا؟ على المستوى الفردي"، ولغويًّا ورد تعريف الهوية في المعجم الوسيط على أن الهُوية هي إحساس الفرد بنفسه وفرديته وحفاظه على تكامله وقيمته وسلوكياته وأفكاره في مختلف المواقف.

إن الهوية هي الكيفية التي يعرف الناس بها ذواتهم أو أمتهم، وتتخذ اللغة والثقافة والدين أشكالاً لها، فهي تستطيع أن تكون عامل توحيد وتنمية، كما يمكن أن تتحول إلى عامل تفكيك وتمزيق للنسيج الاجتماعي، الذي تؤسسه عادة اللغة الموحدة والتقاليد والمصير المشترك، في الوقت الذي يشهد العالم انفتاح الثقافات على بعضها من خلال الاتصال الثقافي والتواصل الاجتماعي، وهو ما قد يحدث أحياناً صداماً بين الثقافات.

أمريكا تمارس دوراً منفرداً حيث تدعم إسرائيل، وترفع الفيتو بعد الآخر لتتمكن من العدوان، وتعتدي على العراق بحجج واهية وحتى دون موافقة مجلس الأمن التي لها أكبر نفوذ فيه، وتأخذ المعتقلين من أفغانستان إلى قوانتنامو دون محاكمة عادلة، وتحارب الجمعيات الإسلامية وترهبها وتجمد أموال من تريد منها دون أدلة ..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *